بيان صادر عن جمعية فرح العطاء
حول إيقاف ورشة إعادة الترميم في البسطة – شارع المأمون
منذ أكثر من عشرة أشهر، تقوم جمعيتنا، بمشاركة عشرات المتطوعين والمهندسين من مختلف المناطق اللبنانية، وبموجب موافقة رسمية صادرة عن محافظ مدينة بيروت، بتنفيذ أعمال إعادة ترميم وتأهيل لـ25 مبنى سكني داخل منطقة البسطة، تمهيداً لعودة أكثر من 450 عائلة إلى منازلها قبل حلول فصل الشتاء.
هذه الورشة الوطنية – الإنسانية، التي تُنفذ بروح تطوعية صادقة وبأعلى المعايير الهندسية والقانونية، جاءت لتسدّ فراغاً تركته الدولة، ولتضع كرامة الإنسان أولاً، عبر إعادة الأهالي إلى منازلهم التي دمرها العدوان الإسرائيلي.
لكن ما جرى بالأمس فاق المنطق و القانون:
فوجئنا، كما جميع سكان المنطقة، بحضور دورية من الدرك قامت بـتوقيف أعمال الورشة، بذريعة وجود مخالفة بناء نفّذها أفراد لا ينتمون إلى الجمعية.
ورغم أن هذه المخالفة لا تمتّ إلى عمل الجمعية بصلة، ورغم أن مهندسينا شددوا فوراً على رفضهم المطلق لأي عمل خارج الإطار القانوني أو الهندسي، عمدت الدورية إلى توقيف الورشة.
إننا في فرح العطاء نرفض بشكل قاطع هذا الخلط المتعمد بين أعمالنا القانونية الشفافة، وأفعالٍ فردية لا نتحمّل مسؤوليتها،
ونحمّل الجهة التي اتخذت هذا القرار مسؤولية اي تأخير في عودة الاهالي الى منازلهم، وعلى إبقاء المنطقة رهينة للخراب، والفوضى، والمصالح .
واعتبار هذا القرار عرقلة لمشروع وطني – إنساني، هدفه الوحيد إعادة الحياة إلى منطقة أنهكها العدوان والحرمان والإهمال.
بناءً عليه، نعلن ما يلي:
1. نتمسّك بحقنا الكامل في استكمال أعمال الترميم فوراً، استناداً إلى الموافقات الرسمية الصادرة، وعلى رأسها موافقة محافظ مدينة بيروت.
2. نطالب الجهات الأمنية المختصة بتوضيح الأسباب الحقيقية لهذا الإجراء المفاجىء، علماً انه في حال حصول اي مخالفة ينبغي قانوناً وقف العمل في القسم المخالف دون سائر الاقسام .
3. نضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية لمعالجة هذا الأمر فوراً .
4. نُجدد التأكيد أننا لم ولن نشارك في أي عمل مخالف للقانون أو الأصول الفنية، ونلتزم بكل ضوابط العمل الهندسي والبلدي، لأن كرامة الناس لا تُبنى على الفوضى، بل على القانون والحق والعمل الصادق.
في وجه الإهمال، نحن نبني.
في وجه التعطيل، نحن نكمل.
رئيس جمعية فرح العطاء.
لا نرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برما